بقلم: الأستاذ رضوان الأحمدي
متلازمة Doña florinda، تفسر بكيفية العيش حياة الآخرين دون ان يعيش الشخص حياته الخاصة بكل تموجاتها و بوادر الإنتصار على الظروف القاهرة نضجا.
صاغ المفهوم الصحفي الأرجنتيني رافائيل تون، مستوحي الإقرار من سلسلة CHAVO DEL OCHO الشهيرة، تحديدًا من شخصية DOÑA FLORINDA التي اعتادت أن تقول عبارتها الشهيرة لابنها عندما كانت تنهره قائلة ؛ “لا تختلط مع تلك الحثالة” و اقصى ما كانت تطمح اليه الأم ان تتزوج من معلم ابنها التافه المحدود التطلعات. تتصرف و كأنها لا تعيش في نفس المكان الذي تتقاسمه مع جل المنعدمين، الطبقة الفقيرة التي تعيش على المساعدات الإجتماعية في ذلك المكان، دونيا فلويندا شخصية السلسلة كان يحذوها عقدة التفوق المطلق فألهمتها جمود السلوك و داوم الضجر.
متلازمة DOÑA FLORINDA هي نوع من الانتهازية الاجتماعية، -نراها حتى عند بعض المهاجرين الذين استقروا في بلدان اخرى يحاولون ان يطبقون زيفا بان الله لم يهد سواهم، وهي طريقة مؤكدة لإنكار الأصل و وإعادة التأكيد على المكان الذي يريد الذي يعاني من تلك المتلازمة الذهاب اليه مهما بهظت التكلفة.
الأشخاص الذين طالهم متلا زمة Doña Florinda إعتياديا ينتمون إلى نفس الوضع الإجتماعي الذي يبصم و سطهم من افتقار الى مؤهلات حافزة ولديهم فرص عمل، لديهم موارد اقتصادية فيها من النضوب شحة و لكن يميلون إلى الإعتقاد بأنهم منغمسين في التفرد، معتقدين أنهم أكثر رقيا عن بقية الأحياء. يعاملون أقرانهم بازدراء ولا يفوتون فرصة لنقد الآخرين و تجريحهم أو محاولة التقليل من شأن أولئك الذين لا يرون فيهم جدارة طموحاتهم الوهمية، يتشبتون بأذواق باهظة لإبراز تميزهم حتى ينسوا من اين اتوا. يكرهون أصلهم و ينبذون شطرا من حياتهم لعدم ملاءمته لأوهامهم المتطايرة، يحولون احلامهم الى واقع مُتخيل لمحاكاته و العيش بلا انفصام حتى لا تتحسس بنيتهم النفسية خللا و عنف الرواسب الوجدانية تجليا.
أولئك الذين يعانون من متلازمة دونيا فلوريندا Síndrome de Doña Florinda يفتقرون إلى المعايير السوية، يصوتون ضد المبادرات التي تدافع عن المساواة والحقوق الاجتماعية للمحرومين، يدلون بأصواتهم للقوي الرجعية كاليمين المتطرف، يعتقدون أنهم متميزون، فقط أن القدر و ضعهم في موضع الاختبار، هذا هو السبب في أنهم في بعض الأحيان يظهرون موقفًا فجا. يرسلون أطفالهم إلى المدارس الخاصة و هم في خصاص مالي فظيع لا يواره قناع، يتظاهرون بالقدرة على التكيف و في داخلهم بركان، يخفون العديد من الأسرار ويتشبثون بجدية البروتوكولات الاجتماعية لحماية أنفسهم من انفسهم حتى لا تنشطر همتهم هلاكا…