السبت , سبتمبر 30 2023

تاوريرت: حرب المجسمات لإثبات الذات في مدينة تفتقر لشروط الحياة

غيور من تاوريرت

تقع مدينة تاوريرت بالمنطقة الشرقية للمملكة المغربية، حيث تعتبر منطقة وصل بين المنطقة الشرقية وباقي ربوع المملكة،  كما تزخر هذه المدينة بتنوع جغرافي و عرقي يمثله الاختلاط بين القبائل العربية و الأمازيغية.

و أصبح إسم مدينة تاوريرت في الآونة الأخيرة، من بين أكثر الأسماء تداولا على وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك و غيرها، حيث أصبح يشاهد كل متصفح لمواقع التواصل الإجتماعي حربا كلامية مشتعلة, بينما يتجرع شباب المدينة واقعا مريرا.

فمن جهة نرى و نتبع فصول حرب المجسمات التي لاتسمن ولا تغني من جوع بين فنان يتقمص دور المنقد و ينسب لنفسه لقب فنان عالمي مع العلم أن العالمية بعيدة كل البعد على مانراه على وسائل التواصل الإجتماعي،  فللفن و الثقافة رسالة نبيلة تجسد معاني التعاون و التواضع و الإحترام,  وأن العالمية تحقق بالإنجازات لا بالمجسمات.

ومن جهة أخرى نرى فنان ينسب لنفسه لقب فنان الشعب والتضحية, حيث أصبح هذا اللقب ملاذا لكل من أراد أن يخطب ود الطبقات الشعبية, مع العلم أن تمثيل الشعب له شروطه وضوابطه.

فبين هذا وذاك ضاعت الحقيقة و رسالة الفن السامية في تقريب الشعوب, فما بالك بأبناء المدينة الواحدة,  وحتى نكون أكثر إنصافا فمدينة تاوريرت تزخر بعدة فنانين تشكيليين يعملون في صمت و لهم عدة أعمال فنية أعطت الشيئ الكثير للفن بالمدينة، وأن التعاون والإحترام المتبادل هي سمة  الفنان الناجح.

و بينما يضيع الجهد و الانتباه في متابعة حروب فارغة, نرى أن المجال البيئي أو مايعرف بفضيحة وادزا التي أتت على صحة الأرض و الحيوان والإنسان، هو كذلك يعرف إنقسام إلى حد السب والشتم والتدخل في أعراض أبناء المدينة الواحدة  ،الكل يدافع بطريقته والكل يريد مصلحة المدينة والكل أصبح ينسب لنفسه لقب المنقد،  والكل يتحمل المسؤولية في هاته الكارثة البيئية الخطيرة.

فإلى متى ونحن كلما تصفحنا مواقع التواصل الإجتماعي إلا ونرى الكثير من التلاسن والشتم بين الإخوة الأعداء ؟؟؟

ألا يجدر بكم مادمتم تدافعون عن البيئة أن تتعاونوا فيما بينكم فالتعاون يصنع القوة, و إهدار الطاقة في نقاشات عقيمة لا تعود على المدينة و أبنائها بأي نتيجة تذكر هو فقط إضاعة للوقت, فهناك العديد من المشاكل التي تنتظر من يحلها لما فيه مصلحة المدينة و سكانها.

 

عن Aljaliyapress

شاهد أيضاً

مونديال قطر و حرب الرموز

بقلم: سعيد ادى حسن عجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والتدوينات والتغريدات التي تطالب بالكف عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *