فاطمة الزهراء الحراق / ناشطة اجتماعية.
إكتسحت في الآونة الأخيرة مصطلحات كبيرة نقدم بها أنفسنا كفاعلين ناشطين من أجل الدفاع عن قضايا مدنية أو حقوقية نابعة من اعتقاداتنا الذاتية والمصيرية.
مصطلحات لا تتعدى حائطنا الفيسبوكي أو منصة من منصات التواصل الاجتماعي..
فنجد بعض ما يسمون أنفسهم بالفاعلين المدنيين الذين يسوقهم حسهم العاطفي “وإيمانهم بالعمل التطوعي”، عندما تعترضهم حالة إنسانية قصد المساعدة يمررونها إلى غيرهم، معارفهم وأصدقائهم كأنهم غير معنيون بالأمر بتاتا.
كما نجد بعض شبه الفاعلين المدنيين المتطفلين مع انعدام الضوابط وضعف الالتزام بالقوانين، يقحمون أنفسهم في مجالات بعيدة عنهم، يتراموا على هذا المجال لا من أجل مد يد العون ولكن لغاية في نفس يعقوب…
هؤلاء هم الراقصون
نجد أيضا، بعض شبه الاعلاميين الذين أصبحوا بين عشية وضحاها إعلاميون، لا يجيدون صياغة ولا دباجة ولا كتابة جملة مفيدة ولا تعبير شافي وكافي، كل ما يجيدونه إما نقل خبر من هنا وهناك مع تغيير صيغة الكتابة أو انتهاج سياسة خالف تعرف أو الشهيق و النهيق وتشويه صورة الغير قصد تلميع صورتهم.
يتقنون لغة الهمس واللمز، يتفننون بطريقة أو بأخرى لفت الانتباه بهرطقاتهم على صفحاتهم، يحسبون أنهم أحسنو صنعا حيث يكتشفون حقيقة أمرهم من خلال تدويناتهم العقيمة و من خلال تعاليق غيرهم أو بالأحرى تجاهل غيرهم لهم.
فهؤلاء لاهم إعلاميون ولا هم يحزنون وإنما هم فقط مطربون.
هذا ما يقع أيضا مع بعض الملقبون بالفاعلين الحقوقيين.
نجدهم يتخبطون في واد ذو مختلف المنابع و له مصب واحد.
ألا وهو: الدفاع عن الكرامة، عن كل ما هو حقوقي بعد القناعة و الايمان بالقضية وبمخاطرها قبل السباحة بين أمواجها.
كثير من الأشخاص يحشرون أنفهم فيما لا علاقة لهم به، يتطاولون على هذ المجال جاهلين معنى الفاعل الحقوقي، ماله وما عليه.
الإنسان الفاعل الحقوقي القح لا يمكن أن يمرر عمل حقوقي ويتجاهله إلا اذا كان متسلط على هذا المجال، مثل هؤلاء همهم الوحيد هو البوز والاشهار والايفات وهؤلاء يحق لنا أن نطلق عليهم إسم الطبّالون.
إذن اجتمع لدينا جوق كامل من أوركسترا العالم الإفتراضي، يدعون إلى التعاون و مد يد العون و النضال من أجل التغيير ومن أجل الغير قبل أن يغيروا ما بأنفسهم من النرجسية و تطبيق مايدّعوه من نضال في حياتهم اليومية، فشتان بين الثَّرى والثُّريا.
التغيير يا “صديقي” ويا “صديقتي” يبدأ بالايمان بالقضية والاخلاص في العمل
التغيير لن يتحقق بالعنصرية و بالتمييز بين هذا وذاك والسكوت عن الحق كشيطان أخرس.
التغيير لن يكون إلا إذا تقبلنا انتقادات غيرنا وعالجنا مشاكلنا بحكمة وذكاء وتمسكنا ببعضنا، لا بنشر غسيلنا المتسخ على صفحاتنا.
التغيير لن يكون إلا إذا حددنا مواقفنا ودافعنا عن قناعاتنا بالجهر بالحق والدفاع عن الحق مهما كلف الأمر.
التغيير يكون من الداخل وأعني بالداخل تربية أنفسنا على احترام الاخر وإن خالفنا في الرأي.
ابنة البحر و الوادي
الحراق فاطمة الزهراء