الخميس , يونيو 1 2023

لا وقت للحياد………..في الحاجة لأصوات المهاجرين

الجالية برس – محمد رضا العبودي

تستعد إسبانيا للتصويت يوم 28 أبريل القادم في واحدة من أهم المحطات الانتخابية التي ستعرفها البلاد نظرا لحجم التحديات الداخلية و الخارجية التي تفرض نفسها في إطار مشهد سياسي يعيش على إيقاع هزات و تحولات سريعة تعيد صياغة الخارطة السياسية للبلاد وفق معطيات جديدة غير مسبوقة في تاريخ إسبانيا الحديث

فبالإضافة إلى التحدي الكاتالوني و ما أفرزه من توثر قوي في العلاقة بين كاتالونيا و مدريد وصلت حد تعليق الحكم الذاتي للإقليم بموجب الفصل 155 من الدستور, و محاكمة القادة الانفصاليين على خلفية تنظيم استفتاء غير شرعي على استقلال الإقليم, برز و بقوة حزب يميني متطرف إسمه “فوكس” لينهي ما سمي “بالاستثناء الإسباني” فيما يتعلق بوجود أحزاب اليمين المتطرف, و استطاع الحزب أن يفوز ب 12 مقعدا في برلمان إقليم الأندلس و أن يفرض جزءا من أجندته السياسية المعادية للمهاجرين و المسلمين بصفة عامة, كما أن الكثير من أفكاره تشكل تراجعا خطيرا للعديد من المكتسبات التي حققها المجتمع الإسباني في سعيه لطي صفحة الماضي الديكتاتوري الذي أغرق البلاد في حرب أهلية طاحنة, و يعيد حزب “فوكس” نفس سيناريو الأحزاب اليمينية المتطرفة سواء داخل أوربا أو خارجها, من حيث صياغة خطاب معادي للمهاجرين و المسلمين, إعطاء الأولوية لأصحاب الأرض, و الاعتماد على مرشحين ذوو تكوين عسكري, الالتفاف براية الهوية الوطنية لإشعال النعرات الطائفية, و تمجيد فترة حكم الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو

كل هذا في إطار موجة مقلقة لتصاعد التيار اليميني المتطرف داخل أوربا و الذي أصبح يحتل مواقع السلطة و القرار في العديد من البلدان, و خارج أوربا بنماذج مثل وصول بولسونارو  للحكم في البرازيل أو سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الولايات المتحدة, حيث أصبحت النتيجة الحتمية لهذا الصعود تزايد جرائم الكراهية ضد المهاجرين و اللاجئين و تزايد الكراهية ضد المسلمين و التي تجلت في أبشع صورها في مجزرة مسجدي نيوزيلندا و التي راح ضحيتها 50 مسلما

و أمام كل هذه التحولات الهامة, لم يعد هناك وقت للحياد أو تجاهل خطورة صعود اليمين المتطرف بإسبانيا و احتمال دخوله البرلمان كما فعل في إقليم الأندلس, بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات سلبية على أحوال المهاجرين و المسلمين بصفة عامة, و على الجالية المغربية بوجه الخصوص باعتبارها من أكبر الجاليات الأجنبية بالبلاد, لهذا أصبح لزاما علينا كمهاجرين و خاصة ممن يحملون الجنسية الإسبانية و بالتالي لهم حق التصويت, المشاركة بكثافة في الانتخابات و كل الاستحقاقات القادمة بالتصويت للأحزاب التي يمكنها أن تشكل سدا منيعا ضد صعود اليمين المتطرف, أصوات الجالية المغربية و باقي المهاجرين ممن يمكنهم التصويت رقم مهم في معادلة السياسة الإسبانية و يجب توظيفها لمصلحة الحفاظ على التعايش السلمي داخل المجتمع و نبذ خطابات الكراهية و الشعبوية

لا يمكن أن نبقى مجرد متفرجين على مشهد سياسي يتحول بسرعة كبيرة, بل يجب علينا أن نكثف حضورنا داخل الأحزاب السياسية الإسبانية دفاعا عن مصالحنا و أن نملك الأدوات اللازمة للتأثير في مسار الأحداث من موقع المساهم و المشارك في صنع القرارات و ليس من موقع المتفرج, المشاركة السياسية أضحت أمرا ضروريا أكثر من أي وقت مضى, كما أن الجالية المغربية مدعوة إلى تأهيل نسيجها الجمعوي حتى يرقى إلى مستوى التأطير الفعال الموجو منه, كما تحتاج إلى انخراط كل الفاعلين في المجتمع المدني, أفرادا و مؤسسات من أجل الرفع من مستوى مشاركة الجالية المغربية في الحياة السياسية في إسبانيا, و الحضور بشكل أكبر في اللوائح الانتخابية لإيصال صوت الجالية إلى مراكز القرار

عن Aljaliyapress

شاهد أيضاً

كطلونيا: جمعية ابن رشد لتبادل الثقافات تنظم حفل تقديم كتاب “عابر إلى الضباب”

الجالية برس – خاص في إطار أنشطتها الثقافية و الفكرية التي دأبت على تنظيمها بشكل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *