تعيش المواطنة المغربية, لبني بن رحو, 26 سنة و باقي أفراد أسرتها المقيمين ببلدة “ساباديل” ضواحي برشلونة بإقليم كطلونيا، وضعية إنسانية و نفسية صعبة و ذلك على خلفية الإجراءات الاحترازية التي فرضتها المصالح الاجتماعية بالبلدية على الأسرة و التي بموجبها تم سحب حضانة طفلتها الثانية نور و التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات بسبب إهمالها المزعوم و سوء التغذية, و هي التهمة التي نفتها الأسرة بشدة
و وفقًا لتصريحات السيدة, لبنى بن رحو، والمقيمة في “ساباديل” منذ عقدين من الزمن، فإن ابنتها الثانية نور، تعاني من مشاكل متكررة في الوزن على الرغم من الاعتناء بها وتناول الطعام بصفة منتظمة, و هو ما دفع الأم للاتصال بالطبيب لعرض الأمر عليه
و قبل أسبوعين تقريبا، أخذت الأم ابنتها نور من أجل تلقيحها, فلاحظت طبيبتها أن الطفلة فقدت نصف كيلوغرام و أن نموها خلال نصف عام كان قليلاً للغاية, و هو ما دفع طبيبة الأطفال بالمركز إلى طلب إجراء فحص الدم تقرر إجراؤه في 15 أكتوبر الماضي لاستبعاد سوء التغذية والكساح وفقر الدم. غير أن الأسرة لم تحضر للموعد بعد إصابة الأم بالأنفلونزا و تواجد الأب, أحمد بكور، في إجازة مرضية
و في اليوم التالي، اتصلت موظفة اجتماعية بوالدة نور التي ذهبت إلى المركز الطبي لكنها لم تكن بحوزتها البطاقة الصحية, و هو ما حال دون تحديد موعد جديد لإجراء التحليلات المطلوبة, لتتفاجأ الأسرة بتقدم طبيبة الأطفال المشرفة على حالة نور بلاغاً تم إرساله إلى نيابة الأحداث، تطلب فيه إدخال الطفلة على وجه السرعة إلى المستشفى لمتابعة صحتها, و في 17 أكتوبر، طلبت النيابة العامة تقريرًا من المديرية العامة لرعاية الأطفال والمراهقين, كما طالبت المحكمة بإحضار الأسرة من أجل الاستماع إليها, غير أن الشرطة لم تتمكن من تحديد مكان العائلة و التي كانت قد غيرت مسكنها, ليتم اتخاذ إجراء عاجل بسحب حضانة الطفلة من أسرتها و إدخالها المستشفى
ووفقًا لما قالته أم الطفلة نور، لم يتم إدخال ابنتها إلى أي مركز طبي حتى الآن، ولم يتم إجراء الفحوصات اللازمة لها, ماعدا إخضاع الطفلة لفحصين لفيروس كورونا, تلقت الأم نتيجتهما السلبية عبر الهاتف
من جهتهم, أكّد معارف و أصدقاء وجيران السيدة, لبنى بن رحو, أن هاته الأخيرة كانت تعامل أبنائها معاملة حسنة وكانت تهتم بكل شؤونهم كأي أم تحب أبنائها، كما اعتبروا القرار غير مبرر, و أكدوا على أنهم قاموا بتنظيم وقفة تضامنية مع هاته الحالة الإنسانية، حيث ستتبعها وقفات أخرى تنديدية بالقرار الغير منصف في حق الأم وإبنتها
وفي تصريح لموقعنا, طالبت السيدة, لبنى بن رحو, كل المنظمات المهتمة بشؤون الطفل التدخل في موضوع إبنتها وأن ثقتها كبيرة في القضاء من أجل إنصافها و استرجاع فلذة كبدها لأنه منذ ذلك القرار اللامسؤول وهي تعيش أزمة نفسية كبيرة